ما حكم الحج

قال الله تعالى في القران الكريم في سورة آل عمران عن الحج (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً( ، و من خلال هذه الآية الكريمة يكون حكم الحج هو حكم الوجوب لا حكم الفرض بتوفر شرط الاستطاعة بدون تكلّف ، و من باب التّيسير و من حكمة الله تعالى على المسلمين في أداء الحج يكون حكم الحج واجب لمن يستطيع أن يذهب الى بيت الله الحرام لأن المسلمين يتفاوتون في ظروفهم المالية و المعيشية و الصّحية .

يعتبر الحج واجباً على المسلمين المقتدرين مالياً و لو كان حكم الحج فرضاً لازماً على كل مسلم ، لأصبحت المشقة ظاهرة على المسلم الفقير الذي يتعب من أجل توفير لقمة عيشه و توفير إحتياجات أبنائه ، فكيف يستطيع أن يجمع و يوفر المال و يذهب إلى الحج و لم يوفر إحتياجات بيته فالأولى أن يوفر و يكون قادراً على توفير احتياجات منزله .

لم يلزم الإسلام و يجبر المريض المبتلى في صحته أن يؤدي و يقوم بفريضة الحج ، فلو كان ذلك فكيف يكون للإنسان المريض االعليل على فراش المرض أن يذهب للحج فلو ألزم الإسلام ذلك لتكبّد المريض مشقة المرض و مشقة السّفر و ربما يكتب له الله الموت أثناء ذهابه و قبل ان يؤدي الحج . أحياناً لا يقف المرض عائقاً في طريق أداء العبادات خصوصاً الحج ما سبق ذكره هو عن شدة المرض و علته أما اذا كان إعاقة صحية فالأمر مختلف فلو كان الحاج مقعداً أو ضريراً يذهب معه أحد مرافقيه و محارمه ليساعده في الحج.

الحج واجب على المسلم العاقل فالطّفل أو الشّخص الجاهل و المصاب بالجنون لا يشترط و لم يوجب عليه الحج . لأن الحج هو جهد بدني و عقلي و روحاني فإذا لم يتوفر شرط العقل لا يكون هناك تعبد و تقرب لله تعالى .

أما المرأة التي تريد ان تؤدي فريضة الحج يجب أن تكون على طهارة و و المرأة المطلقة يجب عليها أن تكون قد أكملت و أتمت فترة عدّة الطلاق و المرأة الأرملة تكون قد أكملت عدة وفاة زوجها. و عند السّفر للحج يكون معها محرم لأن الحج طريق مشقة و تعب و طريق الحج قد يكون هناك مخاطر و تواجهها ظروف تتطلب من الرّجل القيام بها لذا يجب أن يكون معها محرم كشرط لصحة و جواز السّفر .

الحج هو من أركان الإسلام و يصادف قدوم الحج مرة واحدة كل عام و يصادف شهر ذو الحجة، و الفترة من بين الحج إلى الحج فرصة جيدة لمن يريد أن يؤدي الحج أن يستعد جيداً قبل قدوم موسم الحج القادم ، حيث يستطيع أن يوفر المال لتلبية مصاريف رحلة الحج إلى بيت الله الحرام.